هل ينجح المبعوث الأممي في تحقيق اختراق جديد في الملف اليمني؟

Getting your Trinity Audio player ready...

المقدمة 

تأتي زيارة جريفث لصنعاء بعد قرابة عام من زيارته لها؛ لامتناع الحوثيين عن مقابلته، وبعد تعيينه وكيلًا للأمين العام للأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وتتزامن هذه الزيارة مع جهود دولية وإقليمية لتحقيق تقدم في الملف اليمني، ويقود المبعوث الأممي منذ تعيينه في 14 شباط/فبراير 2018، جهودًا حثيثة للتوصل إلى حل للأزمة اليمنية، حيث جعل على رأس أولوياته التصدي للأزمة الإنسانية، وفتح الأجواء الجوية والبحرية ووقف إطلاق النار وإحياء العملية السياسية، وقد نشطت الجهود الأمريكية والإقليمية في إسناد جهود المبعوث الأممي من خلال:

  1. لقاء وزير الخارجية العماني بنظيره اليمني.

  2. زيارة الوفد العماني إلى صنعاء.

  3. اتصالات وزير الخارجية الأمريكي بنظيره العماني. 

  4. اتصالات وزير الدفاع الأمريكي بولي العهد السعودي.

  5. جهود المبعوث الأمريكي لليمن وزياراته للسعودية وعمان والإمارات والأردن. 

  6. زيارة وزير الخارجية الكويتي للرئيس هادي.

ويبقى التساؤل الرئيسي ما هي أبرز جهود المبعوث الأممي، وما هي عوامل النجاح والفشل، وما مستقبل الأزمة اليمنية في ظل هذه التحركات الدبلوماسية؟

أبرز الزيارات السابقة 

م

المكان 

التاريخ 

الشخصيات 

الموضوعات 

1

الرياض 

مارس 2018

الرئيس ونائبه ورئيس الحكومة ورئيس حزب الإصلاح

الترتيب لعملية سياسية شاملة وهي الزيارة الاستكشافية بعد تعيينه

2

صنعاء 

مارس 2018

مسؤولين حوثيين وقيادات مؤتمر صنعاء 

الزيارة الاستكشافية لصنعاء بعد تعيينه

3

الحديدة 

نوفمبر 2018

القائم بأعمال محافظ الحدية المعين من قبل الحوثيين

تعد أول زيارة له يبحث من خلالها ترتيبات ميناء الحديدة وبحث السلام في اليمن والترتيب لمفاوضات السويد

4

مسقط

يوليو 2019

وزير الخارجية العماني

في إطار جولته الدولية إلى روسيا والإمارات وعمان

5

صنعاء 

ديسمبر 2019

عبد الملك الحوثي ومهدي المشاط

مناقشة ملف الأسرى والمعتقلين

6

صنعاء

مارس 2020

مسؤولين حوثيين

التصعيد العسكري، وتدشين الجسر جوي لنقل المرضى من مطار صنعاء الدولي

7

مأرب 

مارس 2020

محافظ مأرب وأعضاء في السلطة المحلية

الاطلاع على الأوضاع الإنسانية في مأرب

8

الرياض

أغسطس 2020

نائب الرئيس ورئيس الوزراء، والسفير السعودي

الإعلان المشترك

9

الرياض

سبتمبر2020 

ووزير الخارجية اليمني 

ورئيس مجلس النواب اليمني ونائب وزير الدفاع السعودي

الإعلان المشترك 

التصعيد العسكري في مأرب

10

عدن 

يناير 2021

رئيس الوزراء ووزير الخارجية ومحافظ عدن 

مناقشة مسار الحل السياسي الشامل ووقوفا على حادث مطار عدن 

11

طهران

فبراير 2021

وزير الخارجية الإيراني

وقف شامل لإطلاق النار في اليمن، واتخاذ إجراءات إنسانية عاجلة، واستئناف العملية السياسية.

12

مسقط

يونيو 2020

وزير الخارجية العماني 

مناقشة الإعلان المشترك

13

أكتوبر2020

وزير الخارجية العماني والناطق باسم الحوثيين

مسودة الإعلان المشترك

14

مسقط 

مايو 2021

محمد عبد السلام ومسؤولين عمانيين

فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة ووقف إطلاق النار

15

صنعاء 

يونيو 2021

عبد الملك الحوثي

وقف إطلاق النار والشروع في العلمية السياسية

تقييم النتائج  

يبدو أن جريفث أظهر نشاطًا وحراكًا دبلوماسيًا مكثفًا مقارنة بسلفه، ويظهر من خلال نتائج هذا النشاط:

  1. حصوله على دعم وتأييد دولي لم يحصل عليه سلفه.

  2. انتقاله من هدف الحل الشامل إلى الحلول الإنسانية كمقدمة للحل الشامل، ولم يبن على جهود سلفه، ونتائج مفاوضات الكويت.

  3. تحركه الدولي الذي أراد من خلاله تعزيز دوره أكثر، من خلال زياراته لروسيا وإيران ومصر والسعودية والإمارات وعمان والأردن.

  4. على الرغم من زياراته لعدد من المحافظات اليمنية صنعاء وعدن والحديدة ومأرب، إلا أن تعز ومأرب لم تحظ منه باهتمام أكبر كالذي حظيت به الحديدة.

  5. تفاؤله الكبير بالزيارات والمفاوضات باستثناء الإحاطة الأخيرة.

  6. تقديم المبعوث الأممي لبعض المقترحات التي يتهم من خلالها بتجاوز المرجعيات الثلاث، وهو إجراء يبدو متحيزًا لجماعة الحوثي، وهذا قد يفسر امتناء رئيس الجمهورية عن لقائه أكثر من مرة.

  7. محاولاته المتكررة تقريب الحوثيين للمفاوضات، وهذا ما ظهر جليًا من خلال الضغط برفعهم من قائمة الإرهاب، ومع هذا لا ترى فيه جماعة الحوثي وسيطًا محايدًا.

  8. استطاع المبعوث الأممي تحقيق نجاح جزئي في وقف معركة الحديدة لصالح الحوثيين، وتنفيذ صفقة الأسرى والمعتقلين.

  • عوامل النجاح 

حاول المبعوث الأممي تحقيق اختراق في الملف اليمن، واستطاع إلى الآن إحراز بعض التقدم في ملف استكهولم، وباستطاعته النجاح أكثر للعوامل الآتية: 

  1. وقوف المجتمع الدولي معه والتأييد الإقليمي وخصوصًا السعودي والعماني لجهوده.

  2. النجاح في استكهولم جزئيًا، لأن ذلك التقى مع إرادة دولية من جهة وفي ظل ضغوط دولية بملفات إقليمية مورست على السعودية، الأمر الذي أوقف معركة الحديدة.

  3. الإشراف الأمريكي المباشر على جهوده ودعمها من خلال المبعوث الأمريكي لليمن.

  • عوامل الفشل 

  1. لم يوظف إمكانات مجلس الأمن في الضغط على جماعة الحوثي الذي وصفها في إحاطته الأخيرة بأنها معيقة لعملية السلام في اليمن من خلال استمرار هجومها على مأرب.

  2. ينطلق في أدائه كوسيط وهذا ما أفقده القدرة على استثمار موقعه. 

  • السيناريوهات 

يسعى المبعوث الأممي إلى إنجاز آخر محاولة له، من خلال زيارته إلى صنعاء، ويمكن لهذه الزيارة أن تخرج بأحد هذه السيناريوهات:

السيناريو الأول: الفشل الكامل

يتوقع هذا السناريو فشل المبعوث في تحقيق أي تقدم جديد لـ:

  1. الجهود السابقة المدعومة أمميًا ودوليًا وإقليميًا لم يستطع من خلالها تقديم شيء، وفي هذه المحاولة يبدو أكثر تشاؤمًا من قبل.

  2. استمرار جماعة الحوثي في التصعيد من خلال القصف الذي تشنه على مأرب، وآخره قصف محطة الوقود.

السيناريو الثاني: النجاح الكامل

ويتوقع هذا السيناريو النجاح الكامل بناء على:

  1. الضغوط التي يمارسها المجتمع الدولي والإقليمي والتي قد تضطر جماعة الحوثي للقبول بأي تسوية لوقف إطلاق النار.

  2. الخروج من حالة الإحراج الشعبي.

السيناريو الثالث: النجاح الجزئي

يمكن أن تحقق الجهود الدولية بما فيها جهود المبعوث الأممي اختراقًا جزئيًا للمؤشرات الآتية:

  1. تحميل المبعوث الأممي والخارجية الأمريكية الحوثيين المسؤولية عن فشل المفاوضات السابقة، وهذا قد يمثل وسيلة ضغط لكنها لن ترقى إلى حجم تحقيق حل شامل.

  2. تكثيف المجتمع الدولي لتحركاته يظهر ذلك من خلال التواصل المباشر للخارجية الأمريكية بعمان، ورغبة المجتمع الدولي في تحقيق نجاح ولو جزئي.

  3. تكثيف الخارجية العمانية لتحركاتها وهي وسيط مقبول لدى الحوثيين سهل من التحركات السياسية لوفدهم، ويمكن أن يحدث اختراقًا في الملف الإنساني.

  4. الضغوط الدولية على دول التحالف قد تضطرها للقبول بأي تسوية من هذا النوع للخروج من الإحراج الدولي.

  5. فشل جماعة الحوثي في مأرب.

    الترجيح 

يظهر أن سيناريو النجاح الجزئي في بعض الملفات هو المرجح، سواء في نهاية فترة جريفث أو بعدها، لكن في حال توفر هذه الشروط:

  1. ممارسة ضغوط دولية وإقليمية قوية على جماعة الحوثي.

  2. إدراك الحوثيين أن ختم سجل جريفث بإنجاز ولو شكلي يضمن عدم تحميلهم المسؤولية كاملة تجاه ما يجري في اليمن.

  3. التقدم في المفاوضات الدولية بخصوص الملف النووي، لأن إيران تستثمر قضايا المنطقة لتحقيق أكبر إنجاز في المفاوضات.

     

    خاتمة 

قد تتمكن الجهود الدولية من تحقيق اختراق جديد في القضية اليمنية، وأي نجاح جزئي مرهون بمدى التقدم في العملية السياسية، كما أن هذا النجاح في حال تحققه سيدول القضية اليمنية أكثر، ويفقد التحالف بعض شرعيته في التدخل في الملف اليمني، ويفتح للحوثي أبواب جديدة لدى المجتمع الدولي، على حساب القضية اليمنية وأمن المنطقة.

اضغط لتحميل المادة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى