اليمن بين التملك الداخلي والتآمر الخارجي (التدخل السعودي- الإماراتي – الإيراني نموذجا)

Getting your Trinity Audio player ready...

المقدِّمة:

قبل البدء في تناول موضوع الدِراسة يجدر التَّاكيد على القابليَّات الثَّلاث)، التي كانت -ولا تزال- حاضرة ومعاشة في واقعنا العربي عمومًا، وواقعنا اليمني خصوصًا؛ وقد تحدَّث عنها، ونبَّه إليها، مفكِّرون عظام، أمثال: مالك بن نبي، وعبدالرَّحمن الكواكبي، وابن خلدون. وهذه القابليَّات تتمثَّل في:

  1. القابلية للاستعمار، التي أشار لها المفكِّر الجزائري مالك بن نبي.
  2. القابلية للاستبداد، التي أشار لها المفكِّر الشَّامي عبدالرَّحمن الكواكبي.
  3. القابلية للاستبداد والاستعمار، والتي ألمح لها المؤرِّخ ومؤسِّس علم الاجتماع عبدالرَّحمن بن خلدون.

وهي قابليَّات ينبغي استحضارها ونحن نتناول الشَّأن اليمني في ظلِّ الواقع الرَّاهن، الذي يعكس حالة الاستبداد الدَّاخلي، وحالة الاستعمار الخارجي.

المحور الأوَّل: المفهومان الرَّئيسان للدِّراسة:

يتناول هذا المحور مِن الدِّراسة مفهومي (التَّملُّك السِّياسي) و(التَّكالب الخارجي) كمفهومين إجرائيين لهذه الدِّراسة.

أوَّلًا: مفهوم التَّملُّك السِّياسي:

تقصد هذه الدِّراسة بمفهوم “التَّملُّك السِّياسي”، كمفهوم مستحدث ارتأته الدِّراسة: سعي الحاكم السِّياسي تحويل منصبه السِّياسي (كرئيس) وسلطته السِّياسية إلى مُلك سياسي، ينفرد به، ويتملَّكه دون غيره مِن أبناء الشَّعب، أو بقية القوى السِّياسية التي مِن حقِّها الوصول للسُّلطة وممارسة الحكم، وفق الدُّستور والقانون.

وسوف يتمُّ تناول “التَّملُّك السِّياسي” عبر مكوِّنين، هما: روافد التَّملُّك السِّياسي، وآليَّات تعزيزه.

روافد التَّملُّك السِّياسي:

ثمَّة روافد عديدة تصبُّ في مجرى التَّملُّك السِّياسي؛ مِن أهمِّها:

  1. الرَّافد الثَّقافي:

لأنَّ لكلِّ حكم سياسي ثقافة توائمه، وتعزِّز بقاءه وانتشاره؛ والحاكم المطلق المولع بالانفراد بالسُّلطة وتملُّكها يعمل على تشجيع الثَّقافة التي تقدِّسه، بل قد تصل به إلى درجة التَّأليه، وتصوير أنَّ طاعته وتنفيذ أوامره وتعليماته هي بمثابة تنفيذ أوامر الله تعالى وطاعته. وهي ثقافة تزرع في نفوس المحكومين مفهوم الخضوع المطلق للحاكم، وعدم معارضته أو مقاومته، ولو كان غشومًا مستبدًّا؛ لذا فإنَّ أنصار الطُّغاة كثيرًا ما يبرِّرون لهم أفعالهم، ويذهبون إلى أنَّ طاعتهم واجبة، مستدلِّين على ذلك بالأحاديث النَّبوية التي تشير إلى وجوب طاعة الحاكم، ومردِّدين مقولة: “تسمع وتطيع لولي الأمر، وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك، فاسمع وأطع”! في حين ينسى هؤلاء ما جاء في الحديث النَّبوي الصَّحيح الذي يؤكِّد على أنَّ مِن (أعظم الجهاد كلمة حقٍّ عند سلطان جائر). وخلاصة هذه الثَّقافة أنَّها ثقافة تعظِّم مِن مكانة الحاكم، وتدعو إلى عدم جواز مساءلته ومحاسبته، ولو كان ظالمًا وفاسدًا، وتقدِّم كلَّ المبرِّرات لظلمه وفساده، ومخالفاته وإجرامه.

للاطلاع على الدراسة كاملة يرجى:


اضغط لتحميل الدراسة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى