الإحاطة الشهرية – مايو 2021

Getting your Trinity Audio player ready...

الملف السياسي:

لم تحرز الأمم المتحدة والمبعوث الأمريكي إلى اليمن أي اختراق حقيقي في جدار الأزمة اليمنية، بما يفضي إلى حلحل الأزمة، ووقف إطلاق النار، والسبب أنه لا تُمارس ضغوطات حقيقية لوقف الحرب، إضافة إلى التخلي عن المرجعيات الأساسية للحل السياسي التي كانت أرضية لحظة انطلاق الحرب.

– رئيس الوزراء، الدكتور معين عبدالملك، يصل إلى مأرب في 4 مايو/ أيار 2021، ويلتقي قيادة السلطة المحلية وقادة وزارة الدفاع والأمن، وهي أول زيارة له منذ تشكيل الحكومة الجديدة في منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي.

– زيارة رئيس الحكومة لمأرب جاءت بعد انتقادات بسبب تأخر رواتب الجيش، والخطر الذي تتعرّض له المدينة منذ قرابة العام من قِبل جماعة الحوثيين الموالية لإيران؛ كونها أهم معاقل الحكومة الشرعية، وتتواجد فيها عدد من مؤسسات الدولة، أهمها مقر وزارة الدفاع. 

– المبعوث الأممي “مارتن غريفيث” يعلن فشل لقاءات مسقط، ويعبّر عن أسفه لعدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في اليمن، وذلك بعد رفض وفد جماعة الحوثيين (الموالية لإيران) اللقاء به وبالمبعوث الأمريكي الخاص.

– لكنه عاد ووصل إلى صنعاء مؤخراً، والتقى قيادة الحوثيين بعد قطيعة استمرت 14 شهرا، وغادرها بعد يومين دون إحراز أي تقدّم، ويُنظر إلى هذه الزيارة كونها الأخيرة، بسبب عمله الجديد كوكيل للأمين العام للشؤون الإنسانية.

– السفير الفرنسي، “جان ماري”، انتقد جماعة الحوثي، واصفاً خطابها عن السلام بـ “العبارات الجوفاء”، ومبينا أن الشعب اليمني هو الضحية، وأن هجومهم على مأرب أسقط كل الأقنعة، وهو أول تصريح شديد ضد الجماعة لمسؤول غربي. 

– كان الخبر الذي نشرته وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية في 24 مايو/ أيار، أن الإمارات تقوم بتشييد قاعدة جوية سِرية في جزيرة “ميون” الاستراتيجية دون علم الحكومة الشرعية، بالقرب من مضيق “باب المندب”، قد حرّك المياه الراكدة تجاه ما تقوم به الإمارات في السواحل والجزر اليمنية. 

– تتكون القاعدة الجوية في جزيرة “ميون”، التي أنشأتها الإمارات، من 3 حظائر للطائرات، ويقع إلى الجنوب منها مدرج يسمح لطائرات هجومية وطائرات مراقبة وطائرات نقل بالهبوط.

– بعد مطالبة عدد من السفراء ومسؤولين وأعضاء في مجلس النواب باستجواب الحكومة، وتوضيحات بشأن القاعدة الإماراتية غير المصرّح بها، خرج بيان للتحالف يعترف بإنشاء القاعدة في الجزيرة، ويقول إنها لدعم تمكين الشرعية، ودعم حماية مأرب، ما وضع علامات استفهام كثيرة لدى الشارع اليمني. 

– خلال العام الجاري، انتقلت إيران بحديثها عن اليمن وعلاقتها الوثيقة بجماعة الحوثيين من النفي والمراوغة إلى التأكيد في عدد من التصريحات لمسؤولين إيرانيين، تزامن ذلك مع ما كشفت عنه وكالة “الأناضول” الدولية، أن الحرس الثوري الإيراني أرسل دفعة أولى من مرتزقة مقاتلين سوريين يُقدر عددهم بـ 120 عنصراً للقتال في اليمن.

وفي الـ 25 من مايو/ أيار 2021، قال وزير الإعلام في الحكومة الشرعية إن أحد قيادات حزب الله اللبناني قُتل خلال المعارك في مديرية ‘صرواح’ بمحافظة مأرب، بغارة جوية شنّها طيران التحالف العربي.

ملف الجماعات المسلّحة

– الصراعات البينية داخل الجماعات المسلحة (العنفية) في اليمن تتصاعد بشكل مُخيف وكبير، بسبب انتشار السلاح، وحالة الانفلات الأمني، فقد شهدت الفترة الماضية صراعات بينية داخل قيادات المجلس الانتقالي (المدعوم من الإمارات)، استخدمت فيه القوة لحسم الخلاف، التي تتخذ من مدينة عدن مقرا لها. 

وتكرر الأمر ذاته، لدى جماعة الحوثي (الموالية لإيران)، التي تتخذ من العاصمة صنعاء مركزا لها، حيث استخدمت القوة والعنف لحسم الصراع الداخلي بين قياداتها، وإن كان العنف في حسم الصراع لدى الحوثيين أوسع من أي مكانٍ آخر، وترتب عليه قتلى وجرحى وإزاحات أقرب للظاهرة.  

في 20 مايو، لقي ثلاثة من أبرز عناصر تنظيم القاعدة مصارعهم في مديرية ‘المحفد’ في محافظة أبين، بحادث مروري، الأول يدعى سعيد لكرع، وهو أمير تنظيم القاعدة في ‘المحفد’، إضافة إلى مساعده محسن بن لشرخ، وهما من القيادات التي غادرت حضرموت بعد تحريرها من التنظيم في أبريل/ نيسان 2016م، وثالث يعمل مرافق لهما.  

الملف الإنساني:

-تعد محافظة مأرب، الواقعة إلى الشرق من العاصمة صنعاء ( 173 كم)، من أكثر المحافظات اليمنية استقبالاً للنازحين الفارين من المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ومن مدينة عدن، وتقدّر السلطة المحلية في المحافظة عدد النازحين بأكثر من مليوني نازح، يتوزّعون في أكثر من 140 مخيماً، إضافة إلى التواجد الكثيف لهم داخل المدينة بين السكان. 

مدينة مأرب إلى ما قبل الحرب 2014 كان عدد سكانها لا يتجاوز 150 ألف شخص، لكنها -وخلال السنوات الماضية- تضاعفت أعداد النازحين القادمين إليها من جميع أنحاء اليمن، وشهدت طفرة عمرانية متسارعة، وأن كانت في غالبها غير منظمة. 

فيروس “كورونا”

-بسبب الحملات الإعلامية ضد اللقاحات بشكل عام، وخاصة لقاح فيروس “كورونا”، في إعلام جماعة الحوثي، لا يزال غالبية اليمنيين يرفضون الذهاب للحصول على اللقاح. 

 – سلمت وزارة الصحة في الحكومة الشرعية في العاصمة المؤقتة (عدن) 10  آلاف جرعة من لقاح “كورونا” مقدمة من منظمة الصحة العالمية، التي ستخصص لتطعيم الكوادر الصحية في مناطق سيطرة الحوثيين، فقد وافق الحوثيون على قبول ألف جرعة فقط، حسب منظمة الصحة العالمية. 

– منظمة “هيومن رايتس ووتش” اتهمت جماعة الحوثي بحجب المعلومات المتعلقة بمخاطر فيروس ‘كورونا’، وسعي مسؤولين حوثيين إلى نشر معلومات مضللة حول الفيروس واللقاحات. 

ملف الانتهاكات:

-كانت الشهادة الصادمة التي قدّمها المعتقل اليمني السابق، سالم الربيزي (27 عاما)، عن أساليب التعذيب في سجون سرية تديرها قوات إماراتية بمنشأة بلحاف النفطية، التي تشرف عليها شركة “توتال” الفرنسية، جنوب اليمن. 

-الربيزي من محافظة شبوة، قيادي في الحراك السلمي، أفرج عنه مطلع الشهر الجاري، بعد سجن استمر عامين كاملين، وهو أحد المعتقلين الذين عاشوا تجربة قاسية أثناء الاعتقال، وروى أساليب التعذيب المروّعة التي تعرّض لها لإجباره على تأليف قصة إدانته بتهمة التخابر مع دول خارجية.

-يقول الربيزي: “تنوعت أساليب التعذيب بين النفسي والجسدي، إضافة إلى تجريد السجين من ملابسه، والتكبيل، والتعليق من الأيدي والأرجل، والشتم، والضرب المبرح على الوجه، والإغراق في حوض ماء، والحرمان من النوم، ودخول دورة المياه، كما يتواجد في السجون الإماراتية عشرات الأشخاص، بعضهم مسجون منذ سنوات”. 

-في الـ 8/5/2021، منظمة العفو الدولية تدين اختطاف الممثلة وعارضة الأزياء اليمنية انتصار الحمادي (20عاما)، التي تعرضت للإيذاء الجسدي واللفظي والنفسي. 

– حادثة اعتقال الحمادي فجّرت انتقادات شديدة داخل بنية الحوثيين أنفسهم، حول ظروف الاعتقال، وما صاحبه من تحقيقات، وتهم ملفقة وابتزاز تعرضت له، بحسب بيانات منظمات دولية. 

– حملات التضامن مع “انتصار الحمادي” أظهرت حجم التململ داخل مناطق سيطرة الحوثي من القبضة الأمنية، وبدأت أصوات تتحدث بصوت مرتفع خلال الشهرين الماضيين، مع زيادة الضرائب على الناس (الزكاة والإتاوات وحملات التبرعات الإجبارية والانتهاكات بحق المواطنين).

– منذ يناير/ كانون الثاني الماضي، وحتى مايو/ أيار، قتل وجرح ما يزيد عن 50 طفلاً في مدينة تعز (وسط اليمن)، غالبيتهم بسبب القصف العشوائي على المدينة من قِبل مسلحين حوثيين باستمرار وخاصة من الجهة الشمالية. 

– خلال خمس سنوات تعرضت المدينة لما يزيد عن 60 ألف قذيفة، خلفت قرابة 3 آلاف قتيل و 30 ألف جريح بإصابات مختلفة، إصابة بعضهم دائمة.

– كانت آخر دفعة من الجرحى العسكريين والمدنيين، من الذين يتم ابتعاثهم إلى سلطنة عُمان للعلاج في أواخر شهر مايو/ أيار 2021 لعدد 50 جريحا، ليكون عدد الذين وصلوا إلى عُمان، وتم زراعة أطراف لهم من مدينة تعز، 500 جريح. 

– في مدينة إب السياحية (180 كم) جنوب صنعاء، جرح شخصان أحدهما بإصابة بليغة، وذلك بعد أن فتح مسلحون النار عقب فوز فريق رياضي في بطولة محلية، تعبيراً عن عدم رضاهم عن النتيجة، الحادثة وقعت بمديرية ‘ذي السفال’ جنوبي المحافظة، وتقع تحت سيطرة الحوثيين، وتشهد انفلاتا أمنيا كبيرا. 

– في محافظة الجوف (شمال شرق صنعاء)، تتكرر فيها حوادث القتل العمد، فقد قتل مواطن في نقطة أمنية تابعة للحوثيين يدعى مبخوت هادي زبرة (35 عاما) في مديرية الزاهر، وهي الحادثة السادسة خلال أقل من عام، وغالبية الحوادث تحدث بسبب رفض المواطنين دفع الإتاوات في النقاط الأمنية، ما يدفع المسلحين الحوثيين لاستعمال العنف المفرط المؤدي إلى الوفاة. 

– خلال شهر مايو/ أيار، أطلق الحوثيون باتجاه مأرب سبعة صواريخ باليستية، كما تم إسقاط ثلاث طائرات مسيّرة (إحصائية غير نهائية)، وغالبية الصواريخ سقطت في مناطق مأهولة بالسكان. 

– جماعة الحوثيين تستولي على منزلين في محافظة إب “وسط البلاد”، أحدهما للمذيع جميل عز الدين، وهو مدير قطاع التلفزيون الرسمي في الحكومة الشرعية، ومنزل آخر للعميد العطاب مدير أمن محافظة إب الأسبق. 

– كان أهم ما كشفت عنه نقابة المعلمين اليمنيين، إحصائية جديدة عن عدد الاغتيالات التي طالت تربويين خلال سنوات الحرب، بشكل مباشر، فخلال السنوات الثلاث الأخيرة سجلت النقابة اغتيال 16 معلماً جميعهم في المناطق التي يسيطر عليها المجلس الانتقالي في عدن، ومناطق سيطرة جماعة الحوثي في صنعاء، ومحافظات أخرى. 

– كما كشف تقرير حديث للمركز الأمريكي للعدالة عن  5938 انتهاكاً طال العملية التعليمة في اليمن، منذ اندلاع الصراع تحت عنوان “الجريمة المنسية”، فهناك 1579 معلماً قتلوا منذ بداية الحرب، وأصيب 2624 معلماً، مليشيا الحوثيين مسؤولة عن انتهاكات القتل بنسبة تصل إلى 80%، و15% المسؤول عنها طيران التحالف، ونسبة 5% جماعات متطرفة في عدن وتعز.

 

الحادثةالجهةالتاريخالقتلىالجرحىالمكان
إطلاق صاروخ باليستيمليشيا الحوثي10 مأرب
5 صواريخ  في أسبوعمليشيا الحوثي
  1. 8
45مأرب
عبوة ناسفةمليشيا الحوثيالدريهمي
انفجار لغممليشيا الحوثي10 -511مأرب
مقتل مسن/ مؤذن مسجدمشرف حوثي1المحويت
حريق مركز تجاريبدون تحقيق16 -5صنعاء
مقتل طبيبمليشيا الحوثي21تعز
إطلاق صاروخجماعة الحوثي26ــ مأرب 
طائرة مسيّرة جماعة الحوثي 27 ـ الحديدة 

 

القصة: 

قتل الطبيب أحمد عائض حمود الشميري (35 عاما)، وشقيقه حمود ( 17 عاما)، وإصابة طفل ثالث يدعى قيس وضاح (13 عاما) في مركز مديرية مقبنة/ شمير/ زعلة الملاحطة/ بتعز.

الحاثة في ثالث أيام عيد الفطر، الأحد 16/ 5/ 2021، قام أحد المشرفين الحوثيين يدعى “عزت العزي عبدالنور (25 عاما)” بالسطو على مسجد القرية، وأساء للناس ورموزهم الدينية بصورة مباشرة أثناء خطبة الجمعة.

تدخل الطبيب العائد لتوه من السفر، طالبا منه التوقف عن التعرض للناس، وبعد وقف مكبرات الصوت، قام المشرف بإطلاق الرصاص الحي على الطفلين قيس وحمود من أقارب الطبيب، فقتل الأول وأصيب الثاني. 

وبعد ذلك بدقائق قتل الطبيب أحمد، وقتل بجوار طفلته الصغيرة. بعد ساعات قدمت أطقم للحوثيين إلى المنطقة، وتم تهريب الجاني، واعتقل ثلاثة من سكان القرية.

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى