تهديدات الحوثيين للسعودية بين التكتيكي والإستراتيجي

ملخص تنفيذي:

ينطلق سلوك جماعة الحوثي تجاه المملكة العربية السعودية مِن عدة منطلقات تحكم نظرة الجماعة للسعودية، في السلوك نتاج تصورات ورؤى وأحكام، وسواء كانت هذه المنطلقات على صعيد وعيها الداخلي أو تشابكاتها الخارجية. ومنذ البواكير الأولى لتشكل جماعة الحوثي على يد مؤسسها، حسين بدر الدين الحوثي، كانت السعودية حاضرة في خطاباته وأحاديثه التي تتطرق للأوضاع السياسية، المحلية والإقليمية والدولية؛ وظلت حاضرة بعد مقتله في خطابات أخيه، عبدالملك الحوثي، زعيم الجماعة الحالي، وتصريحات قيادات ورموز الجماعة الآخرين. وهو ما شكل وعي أتباع الجماعة تجاه السعودية.

وقد ترجمت الجماعة تلك التصورات والرؤى والأحكام التي أطلقتها قيادات ورموز الجماعة حول السعودية في حركتها ومواقفها ومشروعها السياسي والعسكري، وتحالفاتها الإقليمية والخارجية. ومِن خلال الهجوم العسكري على المناطق السعودية المحاذية لليمن، أو مِن خلال استهداف العمق السعودي بهجمات صاروخية أو عبر طيران مسير، أو عبر عمليات فردية. وقد عملت الحرب منذ 26 مارس 2015م على تكريس تلك التصورات والرؤى والأحكام في وعي الجماعة، وإشاعتها في المجتمع اليمني بالمناطق التي تسيطر عليها الجماعة وتمتلك فيها أدوات التأثير السلطوية: الإعلام، والتعليم، والتوجيه، وغيرها.

هذه الورقة تتلمس مرتكزات نظرة الحوثيين للسعودية، وبالأخص مِنها الخلاف المذهبي والصراع التاريخي والتنافس الإقليمي السعودي الإيراني؛ كما تتعرض لخط تنامي تهديدات الحوثيين للسعودية، منذ عام 1990م وحتى عام 2025م، والعوامل المؤثرة في تهديدات الحوثيين للسعودية، بما في ذلك: التحالفات الإقليمية والدولية، والمصالح السياسية والاقتصادية، والضغط عسكريا على السعودية، والمنافسات المحلية والإقليمية. وتوضح الورقة المميزات التي تتيح للحوثيين تنفيذ تهديداتهم للسعودية، وهي: محاذاة مناطق سيطرة الحوثيين للأراضي السعودية، ومخزون السلاح الضخم الذي يملكوه، والدعم الإيراني المستمر، ووقوع السعودية بين فكي كماشة (شمالًا وجنوبًا)، وتحلل جماعة الحوثي مِن أي قيود دستورية أو قانونية أو معاهدات، وعدم تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية حتى اللحظة، وتدخل السعودية عسكريا في اليمن.

.وتخلص الورقة إلى أن تهديدات الحوثيين للسعودية تهديدات دائمة وإستراتيجية