استمرار فعاليات مؤتمر ‘اليمن في السياسات والسرديات الإعلامية الدولية’ لليوم الثاني
Getting your Trinity Audio player ready... |
شهد اليوم الثاني من فعاليات مؤتمر “اليمن في السياسات والسرديات الإعلامية الدولية” الذي ينظمه مركز المخا للدراسات، نقاشات عميقة ومكثفة حول أدوار الإعلام الدولي ودور الأمم المتحدة في تحقيق السلام، إضافة إلى مناقشات مستفيضة حول الإعلام الاجتماعي ومقاربات جديدة لتعزيز الاستقرار والتنمية في اليمن.
وناقش الدكتور “باسم حتاحته” في مداخلته أهمية التخصص في الإعلام والسبل للوصول إلى إعلام احترافي قادر على التأثير الفعّال في المحافل الإقليمية والدولية.
وأكد على أهمية بناء استراتيجيات إعلامية قائمة على تخطيط متكامل تتضمن معرفة الجمهور المستهدف ووسائل التأثير المناسبة، ملقيا باللوم على النخب اليمنية والجانب الرسمي في تصحيح الصورة النمطية عن اليمن.
من جانبه تحدث الإعلامي المخضرم “أنور العنسي” عن إشكالية التحيز في الصحافة مبينا أن التحيز قد يكون واعيا أو غير واعٍ ويأتي نتيجة الانتماءات الأيديولوجية أو الدينية أو الوطنية للصحفي.
وشدد العنسي في مداخلته على ضرورة أن يتحلى الصحفيون بالحياد والموضوعية لضمان مصداقية الرسالة الإعلامية.
ودعا العنسي إلى اعتماد أساليب إحصائية وتخطيطية لفهم الجمهور المستهدف وتحديد طرق الوصول إليه.
وأشار إلى أن الإعلام العربي يعاني من تحديات مثل نقص التمويل والاستقلالية إضافة إلى فجوة التدريب بين التعليم الأكاديمي ومتطلبات السوق الإعلامي.
من جانبه استعرض الضابط اليمني السابق “هشام المقدشي” أبعاد الاستراتيجية الأمريكية في اليمن مسلطا الضوء على محطات تاريخية للتدخل الأمريكي في اليمن.
وأشار المقدشي في ورقته، إلى أن اليمن يحتل موقعا جيوسياسيا بالغ الأهمية إلا أن أولويته تراجعت لدى واشنطن بسبب أزمات أخرى في المنطقة مثل النزاعات في أوكرانيا وغزة.
وأوضح المقدشي أن الحوثيين استغلوا التصعيد في غزة لإعادة تسليط الضوء على اليمن من جديد مما دفع الولايات المتحدة للتحرك لمنع تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر عبر شركائها وخاصة في الخليج وإسرائيل.
كما تحدث الحاضرون في المؤتمر، عن تأثير الإعلام الاجتماعي على تغيير التصورات الدولية عن اليمن.
وقالت الباحثة في شؤون الإعلام الاجتماعي رؤى دخيل الله إن الإعلام الاجتماعي يتيح فرصة للتواصل المباشر مع المجتمع الدولي ويمكن من كسر احتكار وسائل الإعلام التقليدي.
وأشارت إلى أنه تم تسليط الضوء على الصورة النمطية لليمن كبلد مليء بالصراعات فيما هناك جوانب إيجابية كثيرة مثل التنوع الثقافي والموروث الحضاري تحتاج إلى إبرازها والعمل عليها خلال الفترة القادمة وبشكل مرتب ومركز.
وتطرقت الباحثة إلى ضرورة توثيق الظواهر الاجتماعية مثل ظاهرة القات التي تُصور على أنها رمز للتخلف بينما هي انعكاس لأوضاع اقتصادية معقدة.
ودعت الحضور إلى إنتاج تقارير إعلامية تظهر الواقع السياسي والاجتماعي الحقيقي بشكل متوازن لتغيير الصورة النمطية عن اليمن.
وطرح المشاركون في مداخلاتهم جملة من التساؤلات حول كيفية بناء سردية يمنية قادرة على التأثير في الإعلام الغربي وتغيير الصورة النمطية عن اليمن والتي كرسها الإعلام التقليدي على مدى عقود طويلة.
ويهدف المؤتمر إلى صياغة رؤية شاملة للإعلام اليمني تستند إلى مبادئ احترافية ومقاربات مبتكرة قادرة على مواجهة التحديات وتحقيق التنمية والاستقرار في اليمن.