تقرير المخا الاستراتيجي السنوي (اليمن: 2021-2022)
Getting your Trinity Audio player ready... |
مقدمة
يرصد هذا التقرير تحولات المشهد العام في اليمن ويحلل خلفياته وأبعاده المستقبلية. وقد أخذ مركز المخا للدراسات الاستراتيجية على عاتقه مهمة سد الفراغ في هذا الجانب من خلال تدشين إصدار تقرير المخا الاستراتيجي السنوي (اليمن: 2021-2022) وهو تقرير سنوي يرصد ويحلل أبرز التطورات في المشهد اليمني في الأبعاد السياسية والعلاقات الخارجية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والإعلامية والصحية والإنسانية والنفسية والاجتماعية خلال عامي 2021 و2022. وذلك بهدف تقديم صورة متكاملة عن الاتجاهات العامة للتطورات المختلفة في المجالات المذكورة وتقديم مشهد تحليلي بما يمكن القارئ من فهم المشهد اليمني بأبعاده ومساراته.
وبسبب الافتقار إلى تقرير سنوي خاص بالتحولات في اليمن فقد عمدنا إلى تقديم صورة عن الاتجاهات العامة للأحداث منذ انقلاب جماعة الحوثي على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر 2014 وحتى نهاية عام 2020 وذلك قبل أن نعرض التحولات التي حدثت في عامي 2021 و2022؛ لنضع القارئ أمام إدراك أوسع للمشهد القائم في الحياة السياسية اليمنية اليوم ولأن معطيات عام 2021 امتداد طبيعي للتطورات المتصلة بانقلاب جماعة الحوثي على السلطة وللعمليات العسكرية التي شنها التحالف العربي منذ 26 مارس 2015.
كما يتناول التقرير الأبعاد الرئيسة في الحياة السياسية اليمنية والقطاعات الحيوية ويشتمل كل فصل من فصوله على معلومات متكاملة ووافية تغطي جميع التطورات الخاصة به معتمدًا على مصادر معلومات متعددة وذات جودة وموثوقية. مع التركيز إلى حد كبير على القضية اليمنية المركزية ونعني بها الحرب التي توفرت ظروفها مع انقلاب جماعة الحوثي واستعرت نارها مع دول التحالف العربي عقب تدشين تدخلها العسكري وعملياتها الحربية في عام 2015 وذلك لأن حركة المشهد اليمني وتحولاته ارتبطت بالحرب باعتبارها القضية المركزية في الحياة السياسية اليمنية خلال السنوات الثماني السابقة والتي كانت لها تداعياتها المتعددة على مناحي الحياة العامة. إن التحولات السلبية هي الغالبة على مشهد عام 2021؛ إذ شملت مختلف الأبعاد في حين تراجعت حدتها خلال عام 2022 وتحديدًا منذ إعلان الهدنة الإنسانية مطلع أبريل من العام ذاته وإن ظلت العوامل التي استدعت الحرب وتقف خلفها حاضرة لم تتغير.
تناول التقرير ما سبق من خلال ثمانية فصول؛ عرض الفصل الأول الأوضاع السياسية في اليمن واتجاهات العلاقات الخارجية وبحث الفصل الثاني في الجوانب العسكرية والأمنية من خلال عرض توجهات أطراف الصراع وبين الفصل الثالث تدهور الأوضاع الاقتصادية من جراء الحرب وتأثير ذلك في الأوضاع الإنسانية والمعيشي