دوافع هجمات الحوثيين على الإمارات وانعكاساتها على مسار الحرب في اليمن
Getting your Trinity Audio player ready... |
مقدمة:
شنَّت جماعة الحوثي، يوم الاثنين الفائت، الموافق 17 يناير/ كانون الثاني، هجمات بصواريخ باليستيَّة وطائرات مسيَّرة، استهدفت العاصمة الإماراتيَّة (أبو ظبي). وبحسب وسائل إعلام إماراتيَّة فقد تسبَّب الهجمات بانفجار ثلاثة صهاريج لنقل المحروقات قرب خزَّانات شركة “أدنوك” للنَّفط، واندلاع حريق في منطقة الإنشاءات الجديدة قرب مطار الإمارة، ليؤدِّي ذلك إلى مقتل ثلاثة أشخاص مِن جنسيَّات آسيويَّة، وإصابة ستَّة آخرين بجروح.
وقد اعقبت ذلك هجوم بصاروخين بالستيين على ابو ظبي يوم الاثنين الموافق 24، يناير الجاري، اعترضتهما الدفاعات الجوية بحسب بيان لوزارة الدفاع الاماراتية.
وقد مثَّلت تلك الهجمات منعطفًا مهمًّا في الحرب الَّتي تشنُّها دول “التَّحالف العربي” على الحوثيِّين في اليمن، في ظلِّ سياق تحوُّل جزئي في مسار العمليَّات العسكريَّة لصالح القوَّات المناوئة للحوثيِّين، وظهور مؤشِّرات على وجود انقسامات بين أطراف متنافسة داخل جماعة الحوثي.
فما هي دوافع الحوثيِّين مِن شنِّ تلك الهجمات؟ وما هي التَّداعيات الَّتي يمكن أن تتركها على مسار العمليَّات العسكريَّة وجهود بناء السَّلام في اليمن؟
أوَّلًا: السِّياق:
على الرَّغم مِن الهجمات الحوثيَّة المتكرِّرة ضدَّ السُّعوديَّة فإنَّ الهجوم الحوثي على الإمارات يعدُّ الأوَّل مِن نوعه؛ حيث سبق وأعلنت جماعة الحوثي استهداف مفاعل “براكة” في (أبو ظبي)، في 3 ديسمبر 2017م، واستهداف مطار (أبو ظبي)، في 26 يوليو 2018م، كما أعلنت استهداف مطار دبي الدُّولي مرَّتين، الأولى في 27 أغسطس 2018م، والثَّانية في الأوَّل مِن سبتمبر 2018م، وقد قابلت السُّلطات الإماراتيَّة كلَّ تلك الادِّعاءات بالنَّفي.
وجاء الهجوم الحوثي في إطار سياق يتَّسم بثلاث سمات، هي:
العزلة الدُّوليَّة للحوثيِّين:
فقد تزايدت عزلة الحوثيِّين دوليًّا بفعل رفض التَّعاطي مع المطالب الدُّوليَّة. فقد رفضت جماعة الحوثي استقبال ممثِّل الأمين العام الأمم المتَّحدة في اليمن، ” هانس غروندبرغ” منذ تعيينه في السَّادس مِن أغسطس (2021م)؛ ورفضت -كذلك- السَّماح لوفد فنِّي تابع للأمم المتَّحدة الوصول إلى السَّفينة “صافر”، الرَّاسية قبالة سواحل الحديدة، والتي تحتاج إلى صيانة عاجلة، بالرَّغم مِن المناشدات المتكرِّرة لمجلس الأمن والمنظَّمات الدُّوليَّة المعنيَّة، إذ توشك على الانفجار، وهو ما سيتسبَّب في حدوث كارثة بيئيَّة كبيرة تدمِّر الحياة البحريَّة قبالة سواحل اليمن ودول المنطقة.
كما رفضت الجماعة المبادرة الَّتي تقدَّمت بها السُّعوديَّة لإيقاف الحرب في اليمن، وقامت باقتحام السَّفارة الأمريكيَّة في صنعاء واحتجاز عدد مِن الموظَّفين المحلِّيِّين فيها، كما احتجزت في 3 يناير/كانون الثاني الجاري سفينة شحن إماراتيَّة قبالة سواحل محافظة الحديدة، بدعوى أنَّها تمارس أعمالًا عدائيَّة، وأنَّ على متنها معدَّات عسكريَّة، فيما تقول الإمارات إنَّها تحمل معدَّات لتشغيل مستشفى ميداني في جزيرة سقطرى.
تزايد المؤشِّرات على وجود انقسامات حوثيَّة داخليَّة:
فقد تزايدت المؤشِّرات على وجود انقسامات في صفوف الحوثيِّين، وأنَّها في حالة مِن التَّصاعد، حيث أصبح مِن شبه المؤكَّد أنَّ السَّفير الإيراني قضى أثناء خلاف في اجتماع بين شخصيَّات وفصائل حوثيَّة متنافسة؛ كما أنَّ الشَّريط الَّذي سرَّبته قيادة “التَّحالف العربي” في الحديث بين الشَّخص الَّذي وُصِف بأنَّه مِن جماعة “حزب الله” اللُّبناني وبين أبي علي الحاكم -ذي النُّفوذ العسكري الواسع في الجماعة، يثني خلاله على جهود الأخير في تجاوز الخلافات داخل جماعة الحوثيِّين. ويدعم ذلك أيضًا جزئيًّا امتناع زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، عن الظُّهور العلني منذ فترة ليست باليسيرة، وعلى الأرجح أنَّ سبب ذلك هو انعدام الثِّقة، والمخاوف مِن استهداف قوَّات “التَّحالف العربي” له.
التَّحوُّل النِّسبي في مسار المعارك لصالح القوَّات المناوئة للحوثيِّين:
جاءت الهجمات الحوثيَّة على الإمارات بعد سلسلة مِن التَّقدُّمات العسكريَّة التي أحرزتها القوَّات المناوئة لجماعة الحوثي في مديريَّات بيحان وعسيلان بشبوة، وتقدُّمها المستمرِّ في مديريَّة حريب بمأرب. هذا التَّقدُّم بدأ في تغيير معادلة الصِّراع في اليمن لصالح الشَّرعيَّة، وبدعم وإسناد مباشر مِن جانب دول التَّحالف، بعد أن كادت كفَّة المعركة أن ترجح لصالح الحوثيِّين خلال مرحلة سابقة.
ثانيًا: دوافع الهجوم:
جاء الهجوم الحوثي على مناطق مختلفة في (أبو ظبي) انطلاقًا مِن الدَّوافع التَّالية:
ما يشاع عن الدَّور الإماراتي في دعم ألوية العمالقة:
فـقد أسهمت الإمارات بشكل كبير في تشكيل ودعم “ألوية العمالقة”، وأشرفت على تدريبها وتسليحها، وقد شاركت بقوة في إلحاق الهزيمة بالحوثيِّين في عدَّة مناطق يمنيَّة مؤخَّرًا، فالدَّعم والإسناد الإماراتي لقوَّات ألوية العمالقة أوجع الحوثيِّين ودفعهم لتنفيذ ضربات على (أبو ظبي).
الانتقام للهزيمة على الأرض:
لقد تلقَّى الحوثيُّون ضربات موجعة خلال الأيام الماضية في شبوة ومأرب والجوف، سواء مِن خلال تقدُّم “ألوية العمالقة” وقوَّات الجيش الوطني على الأرض، أو مِن خلال ضربات طائرات التَّحالف، وفقدوا العديد مِن قياداتهم والكثير مِن أفرادهم؛ إضافة إلى خسارة أسلحة ومعدَّات كبيرة، ومنصَّات إطلاق صواريخ، ما دفعهم للانتقام عن طريق ضرب منشآت مدنيَّة في (أبو ظبي).
ايقاف التَّداعي وحرف مسار المعركة:
فعلى وقع الخسائر المتتالية، وبهدف منع قدراتهم مِن التَّهاوي، لجأ الحوثيُّون إلى أخطر الأوراق الَّتي يمتلكونها؛ ونعني بها توجيه ضربات صاروخيَّة نحو الإمارات في محاولة لإيقاف التَّقدُّم الحاصل على الأرض مِن قبل القوَّات المدعومة مِن قبل دول التَّحالف، ورفع معنويَّات أنصارهم، وتبديد المزاج العام الَّذي أخذ يترقَّب انهيارهم وحدوث تحوُّل جوهري في ميزان القوَّة لصالح السُّلطة الشَّرعيَّة.
مع ضرورة الإشارة إلى أنَّ الدَّور الإيراني في هذه العمليَّة كان على الأرجح غائبًا أو في أضيق الحدود، وذلك للأسباب التَّالية:
- حرص طهران على نجاح مفاوضاتها مع الدُّول الغربيَّة حول ملفِّها النَّووي وتقديمه على مكاسب بسيطة يمكن أن تتحقَّق نتيجة تنفيذ ضربات جويَّة على الإمارات.
- اتِّجاه إيران -لدواعي مختلفة- إلى التَّهدئة مع السُّعوديَّة، وبدرجة أقل مع الإمارات.
- التَّوتُّر بين إيران والحوثيِّين، وهو توتُّر يعود لاعتبارات عديدة، مِنها ما يُشاع على نطاق واسع مِن أنَّ سفيرها في صنعاء قُتِل في سياق خلافات بين الفصائل المتنافسة داخل جماعة الحوثيِّين.
ثالثًا: تداعيات الهجوم على مسارات الحرب:
ستترك هجمات مليشيا الحوثي على الإمارات تداعيات على مسار الحرب في اليمن، وعلى فرص السَّلام، وبالإمكان أن تأخذ هذه التَّداعيات أحد السِّيناريوهات التَّالية:
السِّيناريو الأوَّل: تخفيف الضَّربات الجويَّة وتكثيف الضُّغوط السِّياسيَّة:
يفترض هذا المسار أنَّ المخاوف مِن إمكانيَّة شنِّ هجمات جويَّة على مناطق إماراتيَّة أو حتَّى سعوديَّة شديدة الحساسيَّة، مِن قبل الحوثيِّين، سيدفع دول التَّحالف إلى التَّخفيف مِن التَّصعيد العسكري، والاتِّجاه إلى تكثيف الضُّغوط السِّياسيَّة على الحوثيِّين. ومِن المتوقَّع أن تأخذ الضُّغوط مسارين محتملين:
- الضَّغط على الإدارة الأمريكيَّة لإعادة إدراج الحوثيِّين في قائمة “الإرهاب”، فما فتئ التَّحالف مِن التَّأكيد على أنَّ قرار إدارة الرَّئيس “بايدن” بإخراج جماعة الحوثي مِن قائمة “الإرهاب” هو ما جعلها ترفض التَّجاوب مع المطالب الدُّوليَّة، ودفعها لتكون أكثر عدوانيَّة. ومِن المرجَّح أن تتزايد فرص إدراج الحوثيِّين في قائمة “الإرهاب” مِن جديد. وبالفعل، فقد أعلن الرَّئيس الأمريكي -مساء الجمعة 20 يناير الحالي- أنَّ إعاد إدراج الحوثيِّين في قائمة “الإرهاب” قيد الدِّراسة.
- حشد إجماع دولي ضدَّ الحوثيِّين. فمِن المتوقَّع أن تساهم هجمات الحوثيِّين على (أبو ظبي) في زيادة عزلتهم دوليًّا، وقد يمتدُّ ذلك إلى توتير علاقتهم مع إيران، ودفع طهران إلى غضِّ الطَّرف جزئيًّا عن حالة العزلة.
هذا السِّيناريو يحظى بدعم عدد مِن المتغيِّرات، وفي ذات الوقت تعارضه متغيِّرات أخرى على النَّحو التَّالي:
متغيِّرات تدعم هذا السِّيناريو | متغيِّرات تعارض هذا السِّيناريو |
-ميل الأطراف الدُّوليَّة إلى ممارسة الضُّغوط السِّياسيَّة على الحوثيِّين، وتفضيلها عن العمل العسكري. -إمكانيَّة حدوث خطأ في الضَّربات الجويَّة لطائرات التَّحالف ينتج عنه ضحايا مدنيِّين، ممَّا يعرِّض السُّعوديَّة والامارات لضغوط دوليَّة تضطرُّهما للتَّحوُّل إلى الضُّغوط السِّياسيَّة بدلًا عن العسكريَّة. -تراجع وتيرة العمليَّات العسكريَّة لقوَّات العمالقة والجيش الوطني في شبوة ومأرب والجوف، وهو ما يُعد مؤشر على هذا السيناريو. -تصريحات رئيس ما يسمى “المجلس الانتقالي”، عيدروس الزبيدي، الَّتي هاجم فيها نائب رئيس الجمهوريَّة، علي محسن الأحمر، ما يعني فتح جبهة للتَّجاذبات الإعلاميَّة بين المكوِّنات المناوئة للحوثيِّين بما يشغل النَّاس عن المطالبة بتوسيع العمليَّات العسكريَّة. | – خطورة الهجمات الحوثيَّة على الإمارات والمناطق السُّعوديَّة، ممَّا يدفعهما إلى عدم التَّهاون مع الحوثيِّين. -استغلال السُّعوديَّة والإمارات للظُّروف الدُّوليَّة المواتية بتوجيه ضربات تشلُّ قدرات الحوثيِّين الهجوميَّة. -تنفيذ ضربات جويَّة متواصلة مِن قبل طائرات التَّحالف على صنعاء والحديدة، وعدم توقُّفها حتَّى الآن بالرَّغم مِن ارتكاب أخطاء في حقِّ المدنيِّين. -حالة الضَّعف والانقسامات الَّتي يعاني مِنها الحوثيُّون. – استمرار وتيرة الضربات المتبادلة بين الطرفين حتى تاريخ اعداد هذه الورقة. |
السِّيناريو الثَّاني: تخفيف الضَّربات الجويَّة وبناء تفاهمات سياسيَّة:
يشير هذا السِّيناريو إلى إمكانيَّة تجاوز الآثار النَّاجمة عن الهجوم على (أبو ظبي)، نظرًا للمخاطر الكبيرة على الطَّرفين إذا ما استمرَّا في التَّصعيد العسكري، والعودة إلى التَّفاهمات السَّابقة مِن خلال امتناع الحوثيِّين عن مهاجمة الإمارات والمناطق ذات الأهميَّة الإستراتيجيَّة في السُّعوديَّة، وفي المقابل تمتنع دول التَّحالف عن استهداف القيادت الأمنيَّة والسِّياسيَّة الحوثيَّة، وعن شنِّ هجمات على العاصمة صنعاء، على أن تراوح الحرب مكانها، باستثناء اختراقات محدودة هنا أو هناك.
متغيِّرات تدعم هذا السيناريو | متغيِّرات تعارض هذا السيناريو |
– المخاطر الكبيرة المترتِّبة على خيار العمل العسكري مِن النَّاحية الإنسانيَّة بالنِّسبة للسُّعوديَّة والإمارات، ومِن إمكانيَّة التَّعرُّض للتَّنكيل بالنِّسبة للحوثيِّين. – ضعف المؤشِّرات حول رغبة دول التَّحالف في هزيمة الحوثيِّين عسكريًّا. – توقُّف التَّقدُّم العسكري في محافظات شبوة ومأرب والجوف. – الضُّغوط الدُّوليَّة التي تتعرض لها السعودية وبدرجة اقل الامارات لمنع التصعيد والعودة إلى التفاهمات. | – صعوبة قبول الطَّرفين بتفاهمات جديدة. – وجود مؤشِّرات على توفُّر ترتيبات سعوديَّة لكسر الحوثيِّين عسكريًّا. – اتِّهام السُّعوديَّة بأنَّها تعبث بالملفِّ اليمني وتعرُّضها لضغوط شعبيَّة بحسم الملفِّ عسكريًّا أو سياسيًّا. |
السِّيناريو الثَّالث: تصعيد عسكري وإذعان حوثي:
يستند هذا الافتراض إلى فارق القوَّة بين الطَّرفين لصالح دول التَّحالف، وبناء عليه فإنَّ دول التَّحالف وبدافع مِن المخاوف ستنفِّذ سلسلة مِن الضَّربات الجويَّة لشلِّ -ما أسمته- قدرات الحوثيِّين الهجوميَّة، مستغلَّة ردَّة فعل المجتمع الدُّولي المندِّد بهجمات الحوثيِّين على (أبو ظبي)، وفي مقابل ذلك، ونظرًا لفارق القوَّة وتجنُّبًا للتَّنكيل قد يعمد الحوثيِّون للإذعان.
متغيِّرات تدعم هذا السيناريو | متغيِّرات تعارض هذا السيناريو |
– عدم تسامح السُّعوديَّة والإمارات تجاه المخاطر الكارثية الَّتي يمكن أن تسبِّبها هجمات الحوثيِّين. – التَّفوُّق الكبير في ميزان القوَّة العسكريَّة لصالح دول التَّحالف والأطراف اليمنيَّة المساندة لها. – الانقسامات الحوثيَّة وتنامي انعدام الثِّقة بين الأطراف المتنافسة. – التَّبعات الكبيرة المحتملة عن عمل عسكري كبير يمكن أن يقوم به الحوثيُّون ضدَّ الإمارات أو السُّعوديَّة. -توتُّر العلاقات الحوثيَّة الإيرانيَّة. | – أنَّ مدركات الحوثيِّين العقليَّة تقوم على العناد والاستماتة وعدم تقديم تنازلات. – امتلاك الحوثيِّين مخزونًا كبيرًا مِن الصَّواريخ والطَّائرات المسيَّرة. – مراهنة الحوثيِّين على إمكانيَّة تراجع السُّعوديَّة والإمارات عن التَّصعيد العسكري المكلف. – اعلان جماعة الحوثي انها ستقابل تصعيد دول التحالف بتصعيد مماثل واستمرار هجماتها الصاروخية على الامارات وجنوب السعودية. |
السِّيناريو الرَّابع: تصعيد عسكري متبادل:
يفترض هذا السِّيناريو حدوث تصعيد عسكري متبادل مِن كلا الطَّرفين، حيث تستمرُّ السُّعوديَّة والإمارات في شنِّ المزيد مِن الهجمات الَّتي تستهدف شلَّ القدرات الهجوميَّة للحوثيِّين، وفي المقابل يتمكَّن الحوثيُّون مِن توجيه ضربات بصواريخ بالستيَّة إلى مناطق شديدة الحساسيَّة في كلٍّ مِن الإمارات والسُّعوديَّة، ما ينتج عنه أضرار عسكريَّة، وبشكل أكبر قتصاديَّة وسياسيَّة.
متغيِّرات تدعم هذا السيناريو | متغيِّرات تعارض هذا السيناريو |
– عدم تسامح السُّعوديَّة والإمارات تجاه المخاطر الَّتي يمكن أن تسبِّبها هجمات الحوثيِّين الجويَّة. – أنَّ مدركات الحوثيِّين العقليَّة تقوم على العناد والاستماتة وعدم تقديم تنازلات. – امتلاك الحوثيِّين مخزونًا كبيرًا مِن الصَّواريخ والطَّائرات المسيَّرة. – مراهنة الحوثيِّين على إمكانيَّة تراجع السُّعوديَّة والإمارات عن التَّصعيد العسكري المكلف. | – أنَّ كلًّا مِن السُّعوديَّة، وبشكل أكبر الإمارات، وحتَّى الحوثيِّين، لديهم نقاط ضعف تمنعهم مِن التَّصعيد. – الكلفة العالية، وربَّما الكارثيَّة، للتَّصعيد العسكري المتبادل. – اعتقاد كلُّ طرف أنَّ بإمكانه تحقيق أهدافه دون الحاجة إلى التَّصعيد الكامل. – الضُّغوط الدُّوليَّة والشَّعبيَّة الَّتي تحدُّ مِن قدرات كلِّ طرف في استخدام القوَّة المفرطة. |
السِّيناريو المرجَّح:
تدعم المؤشِّرات على الأرض سيناريو وسيطًا يقوم على استمرار الهجمات الجويَّة السُّعوديَّة الإماراتيَّة خلال فترة قصيرة، يصاحبها ويعقبها اشتغال دول التَّحالف بتكثيف الضُّغوط السِّياسيَّة لعزل الحوثيِّين بشكل أكبر، مع إمكانيَّة دعم التَّقدُّم العسكري للقوَّات التَّابعة للسُّلطة الشَّرعيَّة، في المحافظات الَّتي تقع إلى الشَّرق مِن صنعاء (مأرب والجوف وشبوة والبيضاء)، مع إمكانيَّة فتح جبهة في وسط غرب اليمن (الحديدة وتعز وإب).