اليمن في التناولات البحثية والاعلامية الدولية شهر ابريل

Getting your Trinity Audio player ready...

التفاصيل:
الأزمة المنسية في اليمن خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي “جيمي كارتر” 

نشر معهد (بروكينز) الأمريكي للدراسات، بتاريخ 3 مارس/ آذار، تقريرًا مطوَّلًا، لكبير الباحثين، “بروس ريدل”، بعنوان “أزمة جيمي كارتر المنسية في اليمن”، قال فيه: يُذكر “جيمي كارتر” بأنَّه الرئيس ]الأمريكي[ الذي واجه سقوط الشَّاه، وأزمة الرهائن في إيران، وهي تحديات صعبة للغاية، شعر العديد مِن الأمريكيين أنَّه فشل في التعامل معها بفاعلية. ويتجاهل هذا الرأي نجاحاته العديدة في السياسة الخارجية، وفي مقدمة ذلك الأزمة المنسية في اليمن، حيث هزم محاولة شيوعية مدعومة مِن الاتحاد السوفيتي للإطاحة بالنظام الموالي للغرب في شبه الجزيرة العربية؛ موضحًا أنَّه اليمن كان -في السَّبعينيات- مُقسَّمًا بين الشَّمال الذي كان يحكمه الديكتاتور العسكري علي عبد الله صالح، والجنوب الذي كان تحت سلطة الحزب الشيوعي المسئول عن جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. وتمزَّق الشيوعيون بسبب الاقتتال الداخلي مع الجناح المتشدِّد مِن المسئولين المتطرفين. ففي 24 فبراير/ شباط 1979م، ردًّا على غارة صغيرة مِن الشمال، ربَّما لم يأذن بها “صالح”، شنَّت قوَّات جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية اجتياحًا واسع النطاق عبر الحدود مع الشمال؛ إذ كان اليمن الجنوبي -حينها- يتمتَّع بتفوِّق عسكري جوي، بفضل المساعدة الكبيرة مِن روسيا وألمانيا الشرقية، حيث كان لدى السوفييت (1.000) مستشار وخبير عسكري في الجنوب، بالإضافة إلى وجود (800) جندي كوبي يساعدون الجنوب. كانت الدبابات الجنوبية على وشك الاستيلاء على مدينة تعز، العاصمة السابقة للشمال، وهو ما كان سيشكِّل ضربة قاصمة لـ”صالح”. وفي 8 مارس/ آذار 1979م، قصفت القوات الجوية الجنوبية صنعاء (العاصمة الجديدة)، وبعد يومين داهمت ميناء الحديدة الرئيس، ما اضطرَّ “صالح” إلى مناشدة واشنطن وبغداد والرياض طلبًا للمساعدة.

جاء ردُّ الرئيس “كارتر” على هذا الطلب بشكل حاسم، حيث كانت فترة حرجة لـ”كارتر”، فقد فرَّ شاه إيران لتوِّه مِن طهران، وكان الرئيس “كارتر” متوجِّهًا إلى القاهرة لمحاولة إنهاء اتفاق السلام المصري الإسرائيلي. رأى “كارتر”، ومستشاره للأمن القومي، زبيغنيو بريجنسكي، أنَّ هجوم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية على اليمن الشمالي بمثابة اختبار سوفيتي وكوبي لمدى عزم الرئيس الأمريكي على الدفاع عن حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط؛ فكان الردُّ أنَّه أرسل ثمانية عشر مقاتلة أمريكية مِن طراز (F-5)، لمحاربة القوات الجوية لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، ونظرًا لعدم وجود طيارين مدربين في اليمن الشمالي على مقاتلات (F-5)، طلب “كارتر” مِن تايوان إرسال (80) طيارًا، وطواقم جوية، لتشغيلها وصيانتها، كما وافقت المملكة العربية السعودية على دفع تكاليف الطائرات والأطقم، وكذلك الدبابات والمدفعية، وغيرها من المعدات، لليمن الشمالي، والتي تصل إلى (300) مليون دولار أمريكي، بالاضافة إلى إرسال العراق أطقم دفاع جوي للمساعدة في حماية صنعاء، بينما قامت البحرية الأمريكية باستعراض قوَّاتها في البحر الأحمر، مِن خلال نشر عدَّة سفن حربية.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى