رئيس مركز المخا: العدوان على قطر يكشف ضعف إسرائيل وعزلة أمريكا

Getting your Trinity Audio player ready... |
أكد رئيس مركز المخا للدراسات الاستراتيجية، الأستاذ عاتق جار الله، إن العدوان الإسرائيلي على قطر لم يكن صادمًا أو مستغربًا، خصوصًا في ظل حكم اليمين المتطرف في إسرائيل، وفي ظل تراجع الولايات المتحدة عن القيم التي طالما صدّرتها للعالم، وقبولها أن تكون مظلة تغطي سياسات التدمير التي يمارسها الكيان الإسرائيلي.
وقال في حديث لقناة يمن شباب أن إسرائيل باتت تعتدي على دول عدة دون أي مسوغ قانوني أو مبرر دولي، ما جعلها تواجه عزلة متزايدة حتى من بعض دول الاتحاد الأوروبي، لدرجة أن الولايات المتحدة وإسرائيل أصبحتا داخل أروقة الأمم المتحدة “كاليتيمتين” بفعل هذه العزلة.
وشدد جار الله على أن العدوان الإسرائيلي على قطر يعكس حالة ضعف لا قوة، فالنشوة والتصرف الأهوج لا يلجأ إليه إلا طرف يفتقر للثقة، ويستهلك آخر أوراقه عبر القوة الفتاكة. وأشار إلى أن حركة حماس تفوقت سياسيًا على حكومة نتنياهو، إذ تعاملت بمرونة مع كل المبادرات، ما وضع نتنياهو في مواجهة حقيقية مع شعبه.
وأضاف أن إسرائيل كلما رأت الإدارة الأمريكية مترددة بين خيار القوة وخيار التفاوض، دفعت باتجاه التصرفات الطائشة والهروب إلى الأمام، وهو ما ينعكس سلبًا على أمنها.
وأوضح أن هذا التخبط الأمريكي في الاصطفاف خلف إسرائيل يمنح الصين وروسيا مكاسب كبيرة، ويضع واشنطن في موقف خاسر أمام حلفائها، في وقت تتوسع فيه شراكات خليجية مع الصين في مختلف المجالات.
وأشار جار الله إلى أن إسرائيل كشفت عن حقيقتها أمام العالم منذ “طوفان الأقصى”، حيث برزت الجامعات الأمريكية كجبهة أساسية في المعركة، إلى جانب منظمات ومؤسسات دولية. واعتبر أن هذا التضامن المتنامي مع القضية الفلسطينية ستكون له تداعيات استراتيجية بعيدة المدى.
كما رأى أن استهداف إسرائيل لدول الجوار سيجعل هذه الدول تعيد التفكير في مواقفها، لافتًا إلى أن غزة تشكل البوابة الأخيرة قبل الدخول في مشاريع تقسيم المنطقة.
واختتم جار الله بالقول إن الولايات المتحدة وإسرائيل هما من سيحتاجان إلى عودة قطر لقيادة المفاوضات، وليس بالضرورة حركة حماس، مشيرًا إلى أن وحدة الموقفين العربي والإسلامي تجاه العدوان على قطر قد يتغير في المستقبل نتيجة العربدة الإسرائيلية.