الوضع الإعلامي والثقافي في اليمن خلال عام 2023

Getting your Trinity Audio player ready...

 

المقدمة:

شهد عام 2023م في اليمن أحداثًا متنوعة أثرت في تعاطي وسائل الإعلام اليمنية معها بناءً على شدتها وخفوتها. وقد رصد هذا التقرير انعكاسات تلك الأحداث، سواء منها السياسية، أو الاقتصادية، أو العسكرية، أو الأمنية، على اهتمامات وسائل الإعلام، ورسمها في عدة محاور تهدف إلى تفصيل المشهد الإعلامي والثقافي ورصد أبعاده.

أولًا: خارطة وسائل الإعلام خلال عام 2023م:

تنتشر في الساحة اليمنية حوالي (236) وسيلة إعلامية، رصدها هذا التقرير خلال عام 2023م؛ وهي متوزعة ما بين قنوات فضائية ومحطات إذاعية وصحف ورقية ومواقع إلكترونية. وتشكل هذه الوسائل المختلفة الخارطة الإعلامية في الجمهورية اليمنية.

  1. وسائل الإعلام في مناطق:

تتكون خارطة وسائل الإعلام التابعة للحكومة الشرعية من عدد من الوسائل والقنوات والصحف والإذاعات، بما في ذلك تلك التابعة لجهات أهلية موالية للشرعية.

القنوات الفضائية: هناك حوالي (17) قناة فضائية موالية للسلطة الشرعية والأطراف المنضوية تحتها؛ منها (5) فقط تمتلكها الحكومة الشرعية، وهي: اليمن “الحكومية”، عدن، الشرعية، المكلا، حضرموت “الحكومية”؛ ومنها (8) قنوات مستقلة، هي: السعيدة، حضرموت، عاد، العصرية، سهيل، يمن شباب، بلقيس، المهرية؛ ومنها قناتان تتبعان حزب “المؤتمر الشعبي العام” و”حراس الجمهورية”، هما: اليمن اليوم، والجمهورية، وقناتان تتبعان المجلس الانتقالي الجنوبي، هما: عدن المستقلة، الغد المشرق. وقد تم إيقاف بث قناة وإذاعة الغد المشرق في 29 ديسمبر 2023م، وقامت القناة بتصفية كافة أنشطتها الإعلامية الخاصة باليمن، وسرحت جميع موظفيها. وكانت القناة انطلقت بشكل رسمي عام 2016م.

الإذاعات: شهدت اليمن طفرة ملحوظة في المحطات الإذاعية المحلية العاملة، والتي بلغت قرابة (60) إذاعة، منذ بداية الحرب التي عصفت بالبلاد عام 2015م؛ وقد أصبحت تلك المحطات ملاذًا للكثير من اليمنيين الذي يواكبون من خلالها الأخبار المحلية والعالمية، وكذلك برامج الترفيه. وهناك (17) محطة إذاعية تنطلق من مناطق الحكومة الشرعية.

الصحف: هناك حوالي (8) صحف تصدر في المناطق الخاضعة للحكومة الشرعية، ستة منها في مدينة عدن، منها: يومية صحيفة “الأيام” الأهلية، ويومية “عدن الغد” الأهلية، ويومية “الأمناء” (المجلس الانتقالي الجنوبي)، وأسبوعية “عدن تايم” (المجلس الانتقالي الجنوبي)، ويومية “14 أكتوبر” الحكومية؛ واثنتان منها في مدينة تعز.

  1. وسائل الإعلام في مناطق جماعة الحوثي:

القنوات الفضائية: هناك (10) قنوات فضائية تابعة لجماعة الحوثي، منها خمس قنوات حكومية سيطرت عليها الجماعة عند اجتياحها صنعاء عام 2014م، وهي: الفضائية اليمنية، وقناة عدن، والإيمان، وسبأ، واليمن الوثائقية، وأربع قنوات خاصة بها، هي: الساحات، والهوية، والمسيرة، واللحظة، وقناة أخرى كانت تابعة لحزب “المؤتمر الشعبي العام” استولت عليها الجماعة، وهي قناة اليمن اليوم. وجميع هذه القنوات تتبنى الخطاب الإعلامي لجماعة الحوثي، نظرًا لهيمنة الجماعة على قطاع الإعلام وسعيها لاحتكاره.

الإذاعات: هناك (31) إذاعة تبث في مناطق سيطرة جماعة الحوثي؛ أحدثها إذاعة “ريمة” التي جرى افتتاحها من قبل وزير الإعلام بصنعاء، ضيف الله الشامي، مطلع يناير 2024م.

الصحف: تصدر في العاصمة صنعاء (6) صحف ورقية بشكل منتظم، وهي يومية الثورة الرسمية (الخاضعة لجماعة الحوثي)، وصحيفة (لا) اليومية الأهلية، وصحيفة الميثاق الأسبوعية (التابعة لحزب المؤتمر الشعبي العام)، والمراسل الأسبوعية (أهلية تابعة لجماعة الحوثي)، و26سبتمبر الأسبوعية واليمن الأسبوعية (الصادرتان عن وزارة الدفاع الخاضعة لجماعة الحوثي).

المواقع الإخبارية:

تمثل المواقع الإخبارية الإلكترونية أكثر الوسائل الإعلامية انتشارًا في اليمن، إذ تشير دراسة مسحية -أنجزت في منتصف عام 2023م- إلى وجود حوالي (147) موقع إخباري يمني، يتبع الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي منها (118) موقعًا، و(29) موقعًا مستقلًا.

ثانيًا: أبرز الأحداث في المشهد الإعلامي: 

اهتمت وسائل الإعلام اليمنية، بوسائطها المختلفة، بتغطية الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية على الساحة المحلية خلال عام 2023م، وتنوعت مسارات وأجندة التغطية وفقًا لاتجاهات المكون السياسي الذي يمتلك الوسيلة الإعلامية، أو الممول له.

مسارات التغطية للأحداث في وسائل الإعلام التابعة للحكومة الشرعية:

تركزت سياقات الخطاب الإعلامي الخاص بوسائل الإعلام العاملة في مناطق الحكومة الشرعية في الدفاع عن قيم الشرعية الدستورية والدولة اليمنية الموحدة. واستنادًا لتلك القيم توزعت هذه السياقات لمواجهة الخطاب الانفصالي للمجلس الانتقالي الجنوبي والخطاب الانقلابي لجماعة الحوثي.

  • صراعات بينية:

تراوحت المعركة الإعلامية بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي ما بين الوضع الاقتصادي في المحافظات الجنوبية وبين الأحداث في محافظة حضرموت؛ إذ أكدت الشرعية في مطلع شهر يناير على رفضها استقدام أي قوات من خارج محافظة حضرموت، وإنشاء واستحداث أي معسكرات فيها، وذلك في إشارة إلى قوات النخبة الحضرمية التابعة للمجلس الانتقالي، وجاء هذا الطرح ردا على الانتقالي الذي يطالب بإخراج المنطقة العسكرية الأولى (وهي قوات تابعة للحكومة الشرعية) من وادي حضرموت

وتصاعد الصراع حول هذه القضية عقب إشهار “مجلس حضرموت الوطني” في العاصمة السعودية (الرياض)، حيث عارض المجلس الانتقالي إنشاء مجلس حضرموت، واعتبر تشكيله مؤامرة تهدف إلى استبعاد المحافظة من خارطة الدولة الجنوبية التي يُطالب الانتقالي باستعادتها، وفقًا للحدود السابقة للوحدة في مايو 1990م.

الشرعية من جهتها باركت -بكل أطيافها- تأسيس مجلس حضرموت، وأكدت ذلك بزيارة تاريخية لرئيس مجلس القيادة الرئاسي، د. رشاد العليمي، إلى مدينة المكلا، برفقة عدد من المسئولين الحكوميين ووفد سعودي، تم خلالها تدشين مشاريع اقتصادية ممولة من البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن.

وفي سياق تأييد الشرعية للمجلس الحضرمي، قال رئيس مجلس القيادة الرئاسي، في لقائه بأعضاء هيئة رئاسة مجلس حضرموت الوطني، في شهر ديسمبر: “إن المجلس يشكل رافدًا جديدًا في منظومة العمل السياسي الوطني، وإضافة نوعية في جبهة الشرعية الدستورية لأجل استعادة الدولة وإحلال السلام والانطلاق في مسيرة التنمية والبناء”.

وفي اتجاه آخر للصراع قام المجلس الانتقالي باستغلال الاختلالات العامة في الحياة اليومية للمواطنين في المحافظات الجنوبية، وخصوصًا تجاه مشكلة الكهرباء، من أجل دمغ الشرعية بالفساد والعجز عن حل مشكلات الناس، وأصدر محافظ عدن، أحمد لملس (المحسوب على الانتقالي)، قرارًا بمنع توريد إيرادات محافظة عدن إلى حساب الحكومة في البنك المركزي اليمني بعدن، وأيدت هيئة رئاسة الانتقالي هذا القرار داعية بقية المحافظين إلى اتخاذ نفس القرار.

الشرعية بدورها قامت بإفساح مساحات من التغطية الإعلامية لاجتماع مجلس القيادة الرئاسي، برئاسة رئيس المجلس “العليمي”، والذي وجه من خلاله محافظ عدن بسرعة توريد العائدات إلى البنك المركزي. كما اهتمت بتغطية رد محافظ عدن على التوجيه الرئاسي، والذي امتثل فيه لتوجيه رئيس مجلس القيادة، وأعلن سرعة توريده الإيرادات إلى البنك المركزي بعدن.

  • كشف ومبالغة:

في إطار الصراع مع جماعة الحوثي، كانت معارك الجيش الوطني ومليشيا جماعة الحوثي تدور في جبهات مأرب وتعز والضالع، فكانت هي المسيطرة على مجمل التغطيات الإعلامية، لكن مع وضع الهدنة الهش لم تكن هناك معارك محتدمة في الجبهات، وهذا  ما جعل وسائل الإعلام الموالية للشرعية تركز على عرض الأخبار والتقارير الإعلامية التي تُظهر من خلالها وجود نية لجماعة الحوثي في استئناف الحرب والقتال في أي لحظة، ومن ذلك تناول الأخبار التي تتناول  تعزيزات جماعة الحوثي العسكرية إلى مختلف الجبهات، في كل مناسباتها الخاصة التي تستغلها للتحشيد والتجنيد، كما أبانت أيضًا استفادة الجماعة من وضع الهدنة الهش في تنفيذ كثير من الاغتيالات والاستهدافات لأفراد ومواقع الجيش الوطني بالطائرات المسيرة.

  • “طوفان الأقصى” وتحولات في الاتجاه:

في شهر أكتوبر، اتجهت التغطيات الإعلامية نحو الأحداث الدائرة في قطاع غزة بفلسطين، وما نجم عن عملية “طوفان الأقصى” من عدوان إسرائيلي على غزة، وقتل للمدنيين من الأطفال والنساء. ومع هذه المجريات حدث بعض التحول في أجندة خطاب بعض الوسائل الإعلامية الموالية للحكومة الشرعية، هذا التحول في الخطاب مكن جماعة الحوثي من الوصول إلى جماهير واسعة. 

في المقابل، قامت وسائل الإعلام التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، بتسويق رئيس المجلس، عيدروس الزبيدي، كقائد سياسي وعسكري يمكن الاعتماد عليه من قبل التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، لحماية الملاحة في باب المندب وخليج عدن.

مسارات التغطية للأحداث في وسائل الإعلام الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي:

ركزت الوسائل الإعلامية التابعة لجماعة الحوثي، في مطلع عام 2023م، على تغطية زيارات الوفد العُماني والمبعوث الأممي، هانز غروندبرغ، إلى صنعاء، ولقاءاته مع قيادة جماعة الحوثي؛ حيث شهدت العاصمة صنعاء في شهر يناير حراكًا سياسيا نشطًا، ترتب عليه مسار تفاوضي أفضى إلى حل بعض القضايا، مثل التبادل الجزئي للأسرى ومشكلة سفينة “صافر”.

كما ركزت التغطية في شهر يناير على الفيلم الوثائقي “في قبضة الأمن”، الذي أنتجته أجهزة الأمن الخاضعة لجماعة الحوثي؛ وهو يتناول قضية اغتيال الوزير في السلطة التابعة لجماعة الحوثي، حسن زيد. كما اهتمت التغطية -أيضًا- بسرد وتناقل تصريحات مسئولي الجماعة المستنكرة لقرار الحكومة الشرعية برفع صرف الدولار الجمركي، موضحة تداعيات القرار على الحياة الاقتصادية.

  • إنجازات التفاوض:

في شهر أبريل، تواترت الأحداث السياسية التفاوضية، حيث طغت زيارة الوفد السعودي إلى العاصمة صنعاء، واستقبال رئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، للوفد، على أطر التغطيات الخبرية لوسائل الإعلام التابعة لجماعة الحوثي. كما احتلت عملية تبادل الأسرى بين جماعة الحوثي والحكومة الشرعية حيزًا أكبر من التناول، خصوصًا عملية الإفراج عن الأسير اللواء فيصل رجب، والتي اعتبرتها الجماعة مكرمة من زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، لقبائل أبين التي حضرت إلى العاصمة صنعاء.

وتصدرت عملية اتفاق تبديل سفينة “صافر”، وتفريغ حمولتها من النفط إلى السفينة الجديدة، اهتمامات الوسائل التابعة لجماعة الحوثي، خلال شهر يوليو.

وفي إطار تركيزها على ما يحدث في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، أفردت تلك الوسائل مساحات لتغطية اغتيال مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي، مؤيد حميدي، في مدينة التربة بمحافظة تعز، مشيرة من خلالها إلى سوء الأوضاع الأمنية وانفلاتها في مناطق الشرعية.

  • التغييرات الجذرية:

في شهر سبتمبر، اتخذت التغطية لدى وسائل الإعلام التابعة لجماعة الحوثي لأحداث عام 2023م اتجاهات مختلفة، حيث اهتم الاتجاه الأول بالردود على تصريحات شريك الجماعة في الحكم (المؤتمر الشعبي العام- فرع صنعاء)، خصوصًا تصريحات صادق أمين أبو راس، رئيس حزب “المؤتمر”، والتي تناول فيها قضية المرتبات والأوضاع المعيشية الصعبة للمواطنين في مناطق سيطرة جماعة الحوثي. وأوضحت تناولات الحوثيين الإعلامية أن تلك التصريحات والمواقف المترددة والمشبوهة تمثل خدمة لـ”التحالف العربي”، المساند للحكومة الشرعية، بهدف خلخلة الجبهة الداخلية بعد أن عجز عن ذلك عسكريا وأمنيا.

وركز الاتجاه الثاني على تغطية العرض العسكري لقوات الحوثي في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، والذي جرى فيه عرض أسلحة جديدة ومتطورة، وذلك بمناسبة يوم 21 سبتمبر (اليوم الذي أسقطت فيه الجماعة الدولة في صنعاء).

وفي الاتجاه الثالث، تصدرت كلمة زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، التي كشف فيها عن المرحلة الأولى من التغييرات الجذرية في مؤسسات الدولة، التغطيات الإعلامية، بالإضافة إلى ما تلى ذلك من إقالة لحكومة عبدالعزيز بن حبتور (التابعة للجماعة)، وتكليفها بتصريف الأعمال.

  • استغلال “طوفان الأقصى”:

جاءت عملية “طوفان الأقصى”، التي نفذتها كتائب القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في 7 أكتوبر، لتكون المحور الأساس للتغطية الإعلامية لدى وسائل إعلام جماعة الحوثي، إذ اهتمت تلك الوسائل والمنابر بتغطية المسيرات التي أطلقتها الجماعة لتأييد عملية “طوفان الأقصى”، وتغطية كلمات وتصريحات قادة الجماعة بهذا الشأن.

ومع تصاعد الأحداث، طغت عملية إطلاق الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة من قبل الحوثيين، باتجاه فلسطين المحتلة والسفن الإسرائيلية أو المتوجهة إليها ومنها، على مسارات التغطية الإعلامية، وكانت أخبار ناطق القوات الخاضعة لجماعة الحوثي، يحيى سريع، العاجلة وإيجازاته المتلفزة هي الطاغية على كل الوسائل.

وفي خضم هذه العمليات العسكرية، ركزت التغطية الإعلامية على مخاطبة الرأي العام المحلي والعربي والدولي بأن هذه الأفعال التي تقوم بها القوات العسكرية (الخاضعة لجماعة الحوثي) إنما تأتي نصرة للشعب الفلسطيني الذي يتعرض للإبادة الجماعية والخذلان العربي والإسلامي.

الحريات الإعلامية:

لايزال قطاع الإعلام -بشقيه المادي والبشري- يُعاني من الانتهاكات المستمرة التي تطاله سنويا، خصوصًا مع وجود ظروف سياسية وعسكرية غيبت سلطة الدولة والقانون. وقد رصدت نقابة الصحفيين اليمنيين -في تقريرها السنوي لعام 2023م- (82) حالة انتهاك طالت الوسائل الإعلامية والصحفيين في اليمن. كما سجل التقرير أنواعًا مختلفة للانتهاكات، تصدرتها حالات حجز الحرية بـ(17) حالة، و(12) حالة محاكمة واستدعاء للصحفيين، و(12) حالة تهديدات وحملات تحريض، و(10) حالات إغلاق وسائل إعلام ومنع صحفيين من ممارسة أعمالهم. وأوضح التقرير أن هناك (10) صحفيين تعرضوا للمعاملة القاسية في المعتقلات، و(6) صحفيين جرى فصلهم من أعمالهم وإيقاف مستحقاتهم. ورصد (11) حالة اعتداء واقتحام ومصادرة ونهب ممتلكات صحفيين ووسائل إعلامية، و(4) حالات رفض تنفيذ أحكام القضاء، واختراق مواقع إلكترونية.

وفي اتجاه آخر، شهد عام 2023م حدثًا مهما متعلقًا بالصحفيين اليمنيين، تمثل في الإفراج عن أربعة صحفيين من سجون جماعة الحوثي، وذلك بعد اعتقال لهم استمر لثمانية أعوام. وقد جاء الإفراج عنهم ضمن صفقة تبادل الأسرى بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي، برعاية الأمم المتحدة والصليب الأحمر. وكانت جماعة الحوثي اعتقلتهم في یونيو 2015م، بصنعاء، وحكمت عليهم بالإعدام في فبراير 2020م، بتهمة “التخابر مع دول أجنبية، ونشر أخبار كاذبة”.

الحملات الرقمية:

أصبحت الحملات الإعلامية الرقمية، المتضمنة للهاشتاجات، من المواد الإعلامية المسيطرة على المحتوى في مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ يحتشد الجمهور نحوها للنقاش والتفاعل. وقد رصد هذا التقرير الحملات التي جرت خلال عام 2023م على النحو التالي:

  • الحملات الرقمية الخاصة بالحوثيين:

توزعت الحملات التي قامت بها المنصات الرقمية الحوثية في الموضوعات التالية، كما يوضحه الجدول التالي:

الجدول (18) مواضيع الحملات التي قامت بها المنصات الرقمية التابعة للحوثيين

 

الشهرالحملة
يناير#الحصار_حرب
يناير#واقصد_في_مشيك
يناير#انتهاكات_الغرب_بحق_المرأة
يناير#أمريكا_عدو_السلام
مارس#اليوم_الوطني_للصمود
ابريل#يوم_القدس_العالمي
ابريل#لن_نترك_أسرانا
مايو#علم_وجهاد
مايو#اليوم_العالمي_للاتصالات
مايو#الشعار_سلاح_وموقف

#المقاطعة_سلاح_مؤثر

يونيو#الذكرى_103_لمجزرة_تنومة

#جرائم_آل_سعود

يونيو#عبيد_امريكا_يختطفون_المدنيين
يونيو#اليمن_3000يوم_عدوان_وصمود
يونيو#جريمة_الصد_عن_الحرمين
يوليو#يوم_الولاية
يوليو#القرآن_كتاب_الله
اغسطس#مقبرة_الغزاة_بانتظاركم
سبتمبر#السعودية_تصهين_المناهج
سبتمبر#ثورة_21_سبتمبر

#حرية_واستقلال

اكتوبر#طوفان_الأقصى 

#اليمن_مع_فلسطين

اكتوبر#قاطعوا_بضائع_أمريكا_وإسرائيل
  • الحملات الرقمية الخاصة بالشرعية:

تركزت الحملات الرقمية الخاصة بجانب الشرعية الموضوعات التالية، كما يوضحها الجدول (19):

الجدول (19) يوضح مواضيع الحملات التي قامت بها المنصات الرقمية التابعة للشرعية

 

الشهرالحملة
يناير#آثار_مملكة_سبأ
يناير#مهرجان_شتاء_عدن  
فبراير#الشهيد_شعلان
مارس#لا_حوثي_بعد_اليوم
ابريل#الحرية_لقحطان 
ابريل#اليوم_العالمي_للكتاب_وحقوق_المؤلف
مايو#تأسيس_مجلس_التعاون_42
مايو#دجال_مران
يونيو#قحطان3000يوم_إخفاء
يوليو#المملكة_تدعم_انهاء_ازمة_صافر
يوليو#عام_على _توحيد_البندقية
يوليو#تعز3000_يوم_حصار
يوليو#مائه_يوم_على_اغتيال_الشيخ_الباني
اغسطس#اليوم_الدولي_لضحايا_الإختفاء_القسري
اغسطس#ريمة_ترفض_التشيع
سبتمبر#ميلاد_وطن_26سبتمبر
أكتوبر#نغم_يمني_في_باريس
أكتوبر#الحوثي_يتاجر_بمأساة_فلسطين
نوفمبر#الرياض_إكسبو2030
نوفمبر#عيد_الجلاء_30نوفمبر

ثالثا: المشهد الثقافي خلال عام 2023م:

اتسم المشهد الثقافي اليمني عام 2023م بحراكٍ متنوع في الأنشطة الثقافية الداخلية والمشاركات الثقافية الخارجية، وبرزت الإصدارات الجديدة في الثقافة والأدب وصناعة الأفلام السينمائية القصيرة كظاهرتين تفرد بهما عام 2023م، في مجال الثقافة. ويستعرض هذا التقرير الفعل الثقافي اليمني من خلال المحاور التالية:

المشهد الثقافي في المحافظات الخاضعة لسيطرة الشرعية:

طغت على الفعاليات الثقافية في المحافظات الخاضعة لسيطرة الشرعية المشاركات الخارجية في المهرجانات الثقافية العربية والدولية، علاوة على بعض الاحتفالات والندوات التي اهتمت بالثورات اليمنية (ثورة 26 سبتمبر، و14 أكتوبر، و30 نوفمبر)، إلى جانب مهرجان شتاء عدن الذي نظمته وزارة الإعلام والثقافة والسياحة بالتعاون مع محافظة عدن، وتضمن ندوات ثقافية، وعروضًا مسرحية، ومعارض تشكيلية، وحفلات غنائية، ورقصات شعبية، وتكريمًا لبعض الفنانين. كما شهدت محافظات الشرعية جملة من الإصدارات، وصلت إلى (12) إصدارًا، منها ديوانين من الشعر، ورواية واحدة فقط، وتسع كتب سياسية وفكرية.

المشهد الثقافي في المحافظات الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي:

تركز الحراك الثقافي في المحافظات التي تسيطر عليها جماعة الحوثي في المناسبات الخاصة بالجماعة، واستحوذت هذه المناسبات على جل الفعاليات والأنشطة الثقافية باستثناء مناسبتين فقط، هما الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية وإحياء الذكر السنوية الأولى لرحيل شاعر وأديب اليمن الدكتور عبد العزيز المقالح والتي نظمتها جامعة صنعاء.

ومن جهة أخرى، شهدت العاصمة صنعاء صدور عدد من الكتب الثقافية والسياسية والتاريخية والدواوين الشعرية والروايات والمجموعات القصصية، وصلت إلى (15) إصدارًا.

إنجازات ثقافية يمانية:

شهد عام 2023م إنجازات ثقافية يمنية قام بها فاعلون في صناعة الأدب والثقافة والفن، حيث حصد فيلم (المرهقون) السينمائي، للمخرج اليمني عمرو جمال، جائزة لجنة التحكيم لمهرجان “ميد روما الدولي”، في دورته التاسعة والعشرين، في إيطاليا؛ وفاز الفيلم اليمني (السطل)، وهو من إخراج علي السنيدار وعادل الحيمي ومروان المارش، بمسابقة الأفلام القصيرة التي نظمتها هيئة التراث السعودية؛ كما حقق الفيلم اليمني (عبر الأزقة)، للمخرج اليمني يوسف الصباحي، جائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان “هوليوود” للأفلام العربية في أمريكا.

وفي هذا العام، منحت وزارة الثقافة الفرنسية الروائي اليمني، على المقري، وسام الفنون والآداب برتبة فارس، وهو أعلى وسام في فرنسا. وفي شأن آخر اعتمدت منظمة اليونسكو آثار مملكة سبأ القديمة في مأرب ضمن قائمة التراث العالمي.

رؤية مستقبلية:

يمكن رصد بعض التطورات التي قد تحصل في عمل وسائل الإعلام اليمنية خلال الأعوام القادمة، في ضوء التحولات التي تشهدها الساحة اليمنية، وتلك التي ترتبط بتطور تقنيات وسائل الإعلام والاتصال، ما يفرض إحداث مواكبة وملائمة معها. وفيما يلي بعض التوقعات في هذا الشأن:

  • اتجاه وسائل الإعلام بشتى أنواعها إلى الاندماج، حيث تتكامل الوسائل التقليدية مع الوسائل الرقمية الجديدة.
  • إدخال كثير من المؤسسات الإعلامية، وخصوصًا الوكالات والقنوات الفضائية والمواقع الإخبارية الكبرى، تطبيقات الذكاء الاصطناعي في صناعتها الإعلامية.
  • حدوث طفرة كبيرة في المواقع الإخبارية بهدف كسر الصوت الواحد وتنوع المضمون والمحتوى، في المحافظات الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي.

ازدياد مساحات قبول الآخر في وسائل الإعلام اليمنية، وتلاشي الخطاب الأحادي الوجهة.


مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى