خلاصة:
يأتي كتاب "اليمن ومبادرة الحزام والطَّريق.. تأخُّر الانضمام وإمكانيَّة اللَّحاق"، للباحث/ صالح حسن أبو عسر، والذي صدر في أكتوبر 2021م، عن مركز المخا للدِّراسات الإستراتيجية، ضمن دراسات الحالة. حيث عرض الباحث واقع اليمن ضمن سياق مشروع الحزام الاقتصادي الصِّيني، المعروف بـ"مبادرة الحزام والطَّريق"، والذي بدأت انطلاقته الرَّسمية في 2013م، وانضمَّت إليه أكثر مِن 130 دولة، بالإضافة لأكثر مِن 30 منظَّمة دوليَّة، خاصَّة أنَّ اليمن ظلَّت الدَّولة العربيَّة الوحيدة الَّتي لم تنضم رسميًّا لهذا المشروع، رغم أنَّها مِن أكثر الدُّول الَّتي تمتلك مؤهَّلات الانضمام والاستفادة مِن المشروع.
حاولت الدِّراسة البحث في مؤهِّلات اليمن للانضمام لهذا المشروع العالمي، والمعوِّقات التي تقف دون انضمامها رغم تلك المؤهِّلات، والانعكاسات السِّياسيَّة والاقتصاديَّة على اليمن في حال الانضمام أو عدم الانضمام، وتحليل الأبعاد والسِّياقات المرتبطة بهذه القضيَّة، وتخمين مدى إمكانيَّة الانضمام لهذا المشروع.
المشروع الجيوسياسي الأكثر تأثيرًا على مستوى العالم، والذي يمتدُّ على ما يزيد على (12) ألف كيلومتر، نافذًا عبر القارات الثَّلاث: (آسيا- أفريقيا- أوروبَّا)، ومارًّا بأكثر مِن (65) دولة، يقطنها 62% مِن سكَّان العالم، وقدَّمت فيه "بكِّين" أكثر مِن (30) مليار دولار كاستثمارات أوَّليَّة، في الدُّول الَّتي سيمرُّ بها هذا الطَّريق، كانت اليمن ضمن أهدافه صينيًّا، إذ عقدت القمَّة الصِّينيَّة اليمنيَّة قبيل شهر واحد فقط مِن إطلاق الرَّئيس الصِّيني مشروع الصِّين العظيم.
وقد قدَّم الباحث في دراسته مدخلًا تاريخيًّا، تعرَّض فيه لموقع اليمن في طريق الحرير والتِّجارة عالميًّا بين الشَّرق والغرب. ثمَّ عرَّف بفكرة مشروع "المبادرة" الذي يسعى لإحياء الطَّريق القديم، وأهدافه، والتقسيم الزَّمني له الممتدِّ بين (2013م وحتَّى 2049م).
وأكَّدت الدِّراسة على مؤهِّلات الجمهورية اليمنية التَّاريخيَّة والجغرافيَّة، إذ تمتلك المقوِّمات التَّاريخيَّة، والموقع الجغرافي الإستراتيجي، والإطلالة الحيوية على مضيف باب المندب حيث عبور الطَّاقة إلى الصِّين والبضائع الصِّينية إلى العالم الغربي، والموانئ المناسبة، وهي مؤهِّلات تمنحها القدرة على الاحتفاظ بثقل جيِّد على ميزان مبادرة الحزام والطَّريق؛ والتَّفرُّد مِن حيث تأثيرها على الطَّريقين الأوسط والغربي لطريق الحرير الجديد؛ لأنَّ توفير بدائل مطابقة لهذه المؤهَّلات أمر غير ممكن.
وعرَّجت الدِّراسة على زيارة الرَّئيس السَّابق، عبدربِّه منصور هادي، إلى "بكِّين"، منتصف شهر نوفمبر 2013م، والمباحثات التي أجريت بين الطَّرفين، والتي فاقت نتائجها التَّوقُّعات، حيث تعهَّدت الصِّين بتمويل مشاريع تنمويَّة في اليمن لعشرين سنة قادمة، بالإضافة إلى تقديم حزمة مساعدات ماليَّة عاجلة، كما تعهدت بتقديم كلِّ أشكال الدَّعم لإعادة تأهيل البنية التَّحتيَّة، وتطوير قطاعات الطَّاقة والكهرباء والاتِّصالات والمواصلات، واستكمال بناء وتجهيز المكتبة الوطنيَّة، وتطوير القطاع الصِّحِّي، وزيادة أعداد المنح الدِّراسيَّة، وتدريب الكادر الفنِّي والتِّقني للحكومة اليمنيَّة. في المقابل زار الرَّئيس هادي المجلس الصِّيني للتَّنمية الدُّوليَّة، والتقى رجال الأعمال وبعض رؤساء الشَّركات الصِّينيَّة بهدف حثِّ رؤوس الأموال الصِّينيَّة على مزيد مِن الاستثمارات في اليمن.
وفي جانب ذكر أسباب تأخُّر انضمام اليمن للمبادرة عرضت الدِّراسة لثلاثة أسباب هي: استمرار الصِّراع القائم، وهيمنة التَّدخل الإقليمي على الوضع اليمني، وضعف الأداء الحكومي اليمني تجاه المبادرة؛ كما عرضت للتَّأثيرات السَّلبية لتأخُّر انضمام اليمن لمبادرة الحزام والطَّريق، والإيجابيات المرجوَّة من الانضمام، والمخاطر المحتملة، مع مناقشة إمكانية الانضمام رغم التَّأخر.
وتضمَّنت الدِّراسة عدَّة ملاحق، هي: مقابلة مع السَّفير الصِّيني لدى الجمهوريَّة اليمنيَّة/ كانغ يونغ؛ ومقابلة مع السَّفير/ أحمد مثنَّى قاسم، نائب سفير الجمهوريَّة اليمنيَّة في بكِّين، خلال الفترة (2013م- 2021م)،
لتحميل المادة اضغط هنا