تهديدات الحوثيين على جانبي مضيق باب المندب وتداعياتها العسكرية والأمنية

Getting your Trinity Audio player ready...

 

مقدِّمة

خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة مِن العام الحالي (2023م)، أطلقت جماعة الحوثي في اليمن رشقات صاروخية وطائرات انتحارية (غير مأهولة)، على منطقة إيلات (أم الرَّشراش)؛ ثم ضاعفت تهديداتها هذه، جنوبي البحر الأحمر وخليج عدن، مستهدفة سُفنًا تجارية، تزعُم أنَّها مملوكة للحكومة الإسرائيلية التي تمارس حرب إبادة في قطاع غزَّة، منذ اندلاع عملية طوفان الأقصى التي قامت بها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في 7 أكتوبر 2023م. وفي 19 نوفمبر الماضي، تعرَّضت سفينة “غالاكسي ليدر”، التي تحمل علم جُزر البهاما، للاختطاف، وجرى اقتيادها إلى ميناء الصليف.

لا تزال الاستجابات الإسرائيلية والأمريكية في أدنى مستوى لها، لكنَّها محلَّ ترقُّب، بما في ذلك اللجوء إلى العنف المضاد، وهذا المسلك مِن شأنه مضاعفة تداعيات التهديدات الحوثية على جانبي مضيق باب المندب، وإضعاف كفاءة وفاعلية البُنى والهياكل الأمنية المحلِّية والإقليمية القائمة، في ظلِّ تنامي تهديدات أخرى غير تقليدية، تقف وراءها جماعات العنف المسلحة في الصومال وإثيوبيا والسودان، وجماعات الجريمة المنظمة العابرة للبحار، كالقرصنة البحرية، وتهريب الأسلحة، والمخدرات، والبشر.

تناقش هذه الورقة التداعيات العسكرية والأمنية للتهديدات الحوثية على جانبي مضيق باب المندب، مركِّزة على نشاطهم التهديدي العنيف، خلال الحرب على غزَّة، التي لا تزال قائمة حتى الفروغ مِن هذه الورقة، وذلك في سياق ثلاثة محاور رئيسة، تجيب عن ثلاثة أسئلة، وهي: ما المظاهر التهديدية التي أثارها الحوثيون على جانبي مضيق باب المندب؟، وما المتغيرات والدوافع المحيطة بهذه التهديدات؟ وما التداعيات العسكرية والأمنية الناشئة على جانبي المضيق؟

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى